سؤال: يوجد جامع في قرية ذي العيان بني مسلم جامع مساحته 3متر مربع وبجانبه ضريح داخل غرفة بجوار الجامع من جهة الشرق ومساحة الغرفة تزيد عن مساحة الجامع وارتفاع القبر حوالي متر ونصف وإليكم صور مرفقة بذلك ولا زالت تقام عند القبر عادات شركية كالزيارة والبخور والإضاءة والتوسل والتبرك بالقبر، والآن زيد توسعة الجامع.
إفتونا بإزالة القبر ونقل الميت إلى مقابر المسلمين أم بقائه كما هو علمًا بأن تم فتح الموضوع المشار إليه أعلا واقتنع الأهالي بتحكيم شرع الله؟
الجواب:
للشيخ / علي الرازحي.
بعد الاطلاع على السؤال والصور المرفقة به للقبر والمسجد، ظهر لنا ظهورًا جليًا أنه يجب نقل هذا القبر إلى مقابر المسلمين لتوسعة المسجد، وكذلك لإبعاده عما اتخذه بعض الناس عند القبر من الأمور المحرمة، كتخصيصه بالزيارة التي يحصل معها ما يحصل مما لا يأذن به الشرع، من التعظيم والتبخير والإضاءة والتوسل والتبرك عند هذا القبر وهذه من الأمور المحرمة بإجماع المحرمة.
قال العلماء: (اتفق السلف على أنه لا يستلم قبرًا من قبور الأنبياء وغيرهم ولا يتمسح به، ولا يستحب الصلاة عنده، ولا قصده لدعاء عنده أوبه، لأن هذه الأمور كانت من أسباب الشرك وعبادة الأوثان)
وقالوا: (أيضًا كذلك لا يجوز إيقاد المصابيح عند القبور للنهي الوارد عن ذلك).
وكذلك أن هذا القبر قد بني عليه مبنى وأيضًا وقد رفع عن الأرض بمقدار متر ونصف، وهذا كله من التعظيم المنهي عنه ويترتب عليه أمور محرمة التي فيجب على المسلمين إصلاح ذلك بنقله إلى المقبرة العامة للمسلمين في تلك البلدة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلَا وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِك) أخرجه مسلم عن جندب بن عبد الله البجلي عنه.
وفي الباب أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تزجر عن هذا. وقد ذكر العلماء أن من اتخاذ القبور مساجدًا الصلاة إليها ودفن الميت في المسجد، وبناء القباب والمشاهد والمساجد عليها.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (اتفق الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد أنه لا يبنى مسجد على قبر).
وقال العلامة الشوكاني: (ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولا أوليا القباب والمشاهد المعمورة على القبور، وأيضا هو من اتخاذا القبور مساجد ولقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعل ذلك) وذلك ، في قوله صلى الله عليه وسلم:(لعنة الله على الهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدًا).
فالواجب على أهل هذه القرية ومن يريد توسعة المسجد أن ينقلوا القبر من موضعه إلى مقابر المسلمين، وهم مأجورون في هذا الفعل لما يترتب عليه من المصالح العظمى على المسلمين في هذا البلدة.
أصلح الله أحوالكم،
وبالله التوفيق
راجعه الشيخ العلامة / محمد بن عبد الله الإمام.