السؤال حفظكم الله:
ما هو الراجح في عباس الجشمي و حديثه في فضل سورة الملك؟
أفتونا وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
أيها الشيخ المبارك إنا نحبكم في الله، ولما لكم من الإجلال في قلوبنا فقد استسهلنا الجواب على سؤالكم فأقول:
هذا الحديث أخرجه أحمد (7975) ومن طريقه – الحاكم (1/565) – وأبو داود (1400) والترمذي (2891) وابن ماجه (3786) والنسائي في “عمل اليوم والليلة” (710) وغيرهم من طريق شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «سُورَةٌ فِي الْقُرْآنِ، ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعت لِرجُل حَتَّى غُفر لَهُ: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ».
حسنه الترمذي وصححه ابن حبان (787، 788) والحاكم ، وسكت عليه الذهبي، وحسنه الشيخ الألباني في “صحيح سنن أبي داود” (1265).
قال محققو مسند أحمد: (قتادة لم يذكر سماعًا من عباس هذا، وعباس أيضًا لم يذكر سماعًا عن أبي هريرة).
قلت: صح عن شعبة عند البيهقي في “المدخل” أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: أبي إسحاق والأعمش وقتادة).
قلت: وهي قاعدة مطردة في جميع شيوخ شعبة فهو لا يحدث عنهم إلا ما كان مسموعًا لهم.
قاله تلميذه يحيى القطان ـ رحمه الله ـ كما في “الجرح والتعديل” لابن أبي حاتم.
وبقي حال عباس الجشمي، قال الحافظ – رحمه الله – : (عباس الجشمي – بضم الجيم وفتح المعجمة- وقيل عياش، بالتحتانية بدل الموحدة- يقال اسم أبيه عبد الله، مقبول من الثالثة).
قلتُ: روى عنه سعيد الجريري وقتادة، وذكره ابن حبان في “الثقات” (5/ 259)، وقال الذهبي في “الكاشف” (2615) : (وُثِّقْ).
قلت: هو مجهول حال، ولحديثه هذا شاهد عن أنس أخرجه الطبراني في “الأوسط”: (3645) و”الصغير” (490) والضياء في “المختارة” (1738) و (1739). عن سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري قال: نا شيبان بن فروخ قال: نا سلام بن مسكين، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية، خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة، وهي سورة تبارك»
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا سلام.
قال الشيخ الألباني في “صحيح أبي داود” (1265): (رجاله ثقات رجال الصحيح غير شيخ الطبراني ، فلم أعرفه).
قلت: روى عنه الطبراني وعبدالباقي بن قانع فهو مجهول حال، ولعله متابع فالطبراني لم ينص على تفرده مع اعتنائه بالنص على مثل ذلك،
وقد أخرج الحديث أيضًا ابن مردويه كما في “الدر المنثور” (14/600) فلعله من غير طريق شيخ الطبراني، والله أعلم.
-وله وجه آخر أخرجه ابن عبد البر في “التمهيد” (7/261) من طريق أبي بشر بن الهيثم حدثنا سدوس بن علقمة حدثني والدي قال كنت عند أنس بن مالك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (سورة من القرآن تشفع لصاحبها).
وكذا وقع عند ابن عبد البر في مطبوع “التمهيد” (أبي بشر بن الهيثم) ولعله: الهيثم بن سهل وهو ضعيف الحديث، وإن لم يكن هو فهو مجهول. وسدوس ووالده مجهولان.
والحديث بمجموع طريق حديث أبي هريرة مع طريق حديث أنس الأولى يرجى أن يكون حسنًا لغيره.
-وقد أخرج النسائي في “الكبرى” (10547) وعبد الرزاق (6024و6025) وأبو عبيد في “فضائل القرآن”(500و501) والفريابي في “فضائل القرآن” (29و31و32) وغيرهم من طرق عن عبد الله بن مسعود قال: (سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر) وسنده صحيح.
-وجاء مرفوعًا ولا يصح، ورفعه منكر، ولكن هذا الموقوف له حكم الرفع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي.
-وحديث ابن مسعود في المنع من عذاب القبر، وحديث أبي هريرة في الشفاعة لصاحبها حتى يغفر، له وذلك أشمل.
هذا ما يسر الله كتابته في الجواب عن سؤال الشيخ الفاضل عافاه الله ورعاه.
أصلح الله أحوالكم وبالله التوفيق.
أجاب عن السؤال الشيخ: علي بن أحمد الرازحي
راجعه فضيلة الشيخ العلامة: محمد بن عبدالله الإمام